جـاء نظـام حكومـة الانقـاذ في السـودان إلى السـلطة عـبر انقـلاب عسـكري يـوم 30يونيـو 1989. وقـد شـاركت فى الانقـلاب ومازالـت تدعمـه الحركـة الاسـلامية في السـودان والتـي مـن اهـم ركائـز سياسـاتها الاقتصاديــة والاجتماعيــة هــو الهــدم الممنهــج لاركان الدولــة الســودانية، والــذي ظهــر جليــاً في إهــمال وتســليع وتشــويه الخدمــات الاجتماعيــة ، الصحيــة والتعليميــة وغيرهــا ، وتجفيــف تمويلهــا وتشريــد كوادرهـا العاملـة. كـما مهـدت هـذه السياسـات الطريـق لمتنفـذي حكومـة الانقـاذ مـن اكتسـاب فوائـد شـخصية ضخمـة مـن خـلال الفسـاد المتفـي والتفكيـك المنظـم للضوابـط الرقابيـة التـي طبقـت بشـكل مقبـول لحـد مـا منـذ اسـتقلال السـودان في1956
فى مـارس 2015مـن عـام ، أطلقـت المجموعـة السـودانية للديمقراطيـة أولا مبـادرة الشـفافية السـودانية والتـى اتـت أهـم أعمدتهـا ، البحـث العلمـي الدقيـق مـن اجـل التوثيـق ونـشر الوعـي حـول مـدى انتشـار الفسـاد وانعـدام الشـفافية في السـودان. وفي هـذا الاطـار, يجـئ هـذا التقريـر الـذى يركـز بشـكل أسـاسى عـلى كشـف مظـان الفسـاد في قطـاع الصحـة في السـودان.
يهـدف التقريـر إلى تحديـد ووصـف نطـاق الفسـاد وأسـبابه الجذريـة وانتهاكـه لمبـادئ وأسـس الحوكمـة الرشـيدة واثـار كل ذلـك عـلي أداء القطـاع الصحـي في السـودان منـذ عـام1989. ويسـتهدف هـذا التقريـر في المقـام الأول الناشـطين والباحثـين والطـلاب والأكاديميـين وصانعـي السياسـات والعاملـين في قطـاع الصحـة في السـودان لـي يمكنهـم مـن اداء ادوارهـم المهنيـة والسياسـية والاجتماعيـة بمعرفـة تامـة لمـا يـدور حولهم . يتنـاول التقريـر ممارسـات الفسـاد في القطـاع الصحـي بالمقارنـة مـع متطلبـات الحوكمـة الرشـيدة الـواردة في دســتور الســوداني المؤقــت لعــام 2005، والمعايــير الدوليــة والممارســات العلميــة المعياريــة في مجــال الحوكمـة الرشـيدة لقطـاع الصحـة. ويسـتعرض التقريـر ملامـح وأنـواع الفسـاد الشـائعة في قطـاع الصحـة في الســودان ونقــاط الضعــف المنهجيــة في الإطــار التشريعــي والتنظيمــي والمؤســي والرقــابي للحوكمــة الطبيـة الرشـيدة. كـما تعـرض وحـاول التقريـر تحديـد الأثـر السـلبي للفسـاد عـلي المحصلـة النهائيـة لاداء اي قطــاع صحــي مثــل نســبتي الامــراض والوفيــات ومســتويات تقديــم الخدمــات الصحيــة (كمعــدلات الحصـول عـلى الخدمـات الصحيـة واسـتخدامها).
0 Comments